تصنيع المحللات وسلاسل التوريد المحلية: تحول التكنولوجيا الصناعية في ألمانيا 2025

Green tea leaves are processed indoors with industrial machines and workers.

مقدمة: لماذا يهم تصنيع المحللات محليًا في ألمانيا الآن؟

في 2025 تشهد ألمانيا تسارعًا ملموسًا في مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر وتوسيع قدرة المحللات (electrolysers) محليًا، ضمن استراتيجية صناعية تهدف لتقليل الاعتماد على واردات تكنولوجية مكلفة وتعزيز أمن الطاقة والصناعات الثقيلة. أحدثت شراكات بحثية وصناعية مثل إطلاق خط تجريبي لتركيبات خلايا التحليل عالية الحرارة (SOEC) تحولًا في القدرة على تحويل البحث إلى إنتاج مُجهز للتصنيع.

في الوقت نفسه بدأت مشاريع ميدانية مثل مجمعات لينجن لتوليد الهيدروجين بالشراكة بين شركات ألمانية ومزودي طاقة كبرى، ما يعكس انتقالًا من تجارب صغيرة إلى محطات إنتاج ذات سعات صناعية.

التقنيات والقدرات الصناعية: من الأبحاث إلى خطوط التجميع

تتنوع تقنيات التحليل الكهربائي المستخدمة تجاريًا — من التحليل القلوي المضغوط (alkaline) إلى أغشية تبادل البروتون (PEM) وصولًا إلى الخلايا عالية الحرارة (SOEC) — ولكل تقنية متطلبات مواد وتجميع ومعدات اختبار مختلفة. في مايو 2025 تم افتتاح مصنع تجريبي لإنتاج أكوام SOEC في أرنشتات بالتعاون بين Fraunhofer IKTS وthyssenkrupp nucera، وهو مثال على كيفية انتقال البحث المعملي إلى وحدات إنتاج قابلة للتوسع.

على مستوى التطبيق الصناعي، تسهم مشاريع مثل محطة لينجن في اختبار نماذج التشغيل للأنظمة العملية وربطها بسلاسل قيمة محلية (موردو الكهرباء المتجددة، مُصنِّعو المحللات، ومستهلكي الهيدروجين الصناعي). هذا التكامل يساعد على تحديد متطلبات التصنيع الآلي، اعتماد المواد المحلية، ومعايير الجودة للاعتماد الصناعي.

سلاسل الإمداد المحلية، التحديات والفرص

فرص التوطين كبيرة — من تصنيع الخلايا والألواح إلى توريد المعادن المقاومة للتآكل والمركبات السيراميكية والأنظمة الإلكترونية. مع ذلك، يواجه القطاع تحديات ملموسة: تقلبات التشريعات والدعم المالي الدولي قد تؤثر على جداول التنفيذ والاقتصاديات للمشروعات العابرة للحدود. أعلنت شركات كبرى عن إعادة تقييم لمشروعات خارجية بسبب تغييرات في الحوافز، ما يوضح حساسية القطاع للتشريعات والدعم المالي.

أيضًا، تُظهر الإعلانات الخاصة بخطط تشغيل وحدات اختبارية بقدرات تصل إلى عشرات ميغاوات أن تكامل سلاسل الإمداد المحلية سيحتاج إلى استثمارات في خطوط إنتاج مؤتمتة وبرامج تدريب مهني متقدمة، بالإضافة إلى معايير اختبار وطنية لتسريع الاعتماد الصناعي. مشروع VNG لوحدة 30 ميغاوات مثال على توسع القدرات التشغيلية في ألمانيا في 2025.

ومن الناحية الاقتصادية، تستمر الشركات الألمانية في الاستثمار والبحث مع تقارير نمو مبيعات بعض موردين المحللات، بينما يظل الضبط المالي وإدارة التكاليف عاملاً محوريًا في ضمان استدامة الانتقال للتصنيع المحلي.

مقترحات عملية لسلاسل الإمداد المحلية

  • إنشاء نطاقات إنتاج نموذجية (pilot-to-scale) مشتركة بين مؤسسات أبحاث وشركات صناعية لتسريع نقل التقنية.
  • تحفيز تصنيع المكوّنات الأساسية محليًا عبر حوافز ضريبية ومنح للآلات المؤتمتة واختبارات الجودة.
  • تطوير برامج تدريب تقنية ومهنية متخصصة في تجميع الخلايا والاختبار والصيانة.
  • تنسيق السياسات الأوروبية-الوطنية لتقليل مخاطر تقلبات الحوافز على المشاريع العابرة للحدود.

الخلاصة والتطلعات إلى ما بعد 2025

يشكل عام 2025 نقطة تحول لألمانيا: انتقال المشاريع من التجارب والبرامج البحثية إلى وحدات تجريبية صناعية وإطلاق مجمعات إنتاجية فعلية يختبر آفاق توطين الإنتاج وسلاسل الإمداد. الاستفادة من هذه المرحلة تتطلب تعاونًا وثيقًا بين الباحثين والمنتجين والسلطات المانحة وصناديق التمويل، مع مرونة سياسة تقلل من تأثير التغييرات المفاجئة على خطط الاستثمار.

بالنسبة لصانعي القرار ومديري التصنيع، التوصية الواضحة هي تبني استراتيجيات متدرجة: (1) دعم خطط التصنيع الآلي في قطاعات المكوّنات الحرجة، (2) إنشاء بيئات اختبار صناعي مشتركة، و(3) ربط حوافز التمويل بشروط تعزز الاستقرار طويل الأمد للمشروعات. مع إجراءات من هذا النوع، يمكن لألمانيا أن تحافظ على ميزة تقنية وتبني سلاسل إمداد محلية قوية قادرة على خفض التكاليف وتسريع تبني الهيدروجين الأخضر في الصناعة.